افتتح المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أمس السبت، المؤتمر الدولي الذي ينظمه المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء. وذلك نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء. يحمل المؤتمر عنوان “النظرة المستقبلية وتحديات التنمية العمرانية.. البناء الأخضر الذكي والمستدام بين الحاضر والمستقبل”، ويأتي بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس المركز. يشارك في المؤتمر مجموعة من الخبراء المتخصصين بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية “IFC”، لمناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وعلى رأسها البناء الأخضر والمستدام.
وأشار المهندس شريف الشربينى إلى أن التقديرات العالمية تشير إلى أن المباني تمثل أحد القطاعات الرئيسية في العمران حيث تسهم في زيادة استهلاك الطاقة بنسبة تتجاوز 34%. مما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية. لذلك تتضافر الجهود الدولية لتحقيق مجتمعات مرنة ومستدامة من خلال تنفيذ العديد من المبادرات الدولية المرتبطة بالبناء الأخضر الذكي.
أكد وزير الإسكان أن مصر وضعت ملف التنمية الحضرية في صدارة أولوياتها ضمن رؤية شاملة تُعرف بـ “رؤية مصر 2030”. حيث يتضمن الهدف الأول من الأهداف الرئيسية لهذه الرؤية تحسين جودة حياة المواطن المصري ورفع مستوى معيشته. بما يتماشى مع أهداف الأجندة الحضرية الجديدة وأهداف التنمية المستدامة 2030 وخاصة الهدف الحادي عشر الذي يدعو إلى جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة.
وأشار الوزير إلى أن الدولة المصرية أطلقت مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات الوطنية لتعزيز البناء الأخضر المستدام وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره السلبية. ومن بين هذه المبادرات الاستراتيجية الإطارية للتحول إلى العمران والبناء الأخضر التي أطلقها الرئيس السيسي خلال المنتدى الحضري العالمي. تتبنى هذه الاستراتيجية مجموعة من المحاور الرئيسية، بما في ذلك البناء الأخضر وذلك تحقيقاً للرؤية الاستراتيجية لمصر وتماشياً مع الجهود العالمية والالتزامات الدولية.
أوضح المهندس شريف الشربينى أن الاستراتيجية الإطارية للتحول نحو العمران والبناء الأخضر تهدف إلى وضع خارطة طريق لتنفيذ مجموعة من الإجراءات التخطيطية والتمويلية والمؤسسية. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق إدارة بيئية صحية في مجال البناء. تعتمد على كفاءة استخدام الموارد والطاقة والتوافق مع البيئة مما يمكن الدولة من الحفاظ على الموارد ويعكس ذلك بشكل إيجابي على الوضع الاقتصادي للمواطن. بما يلبي احتياجاته ويعزز جودة حياته، ويحقق الترشيد في نمط استهلاكه وتكاليفه. ويتماشى ذلك مع أهداف مبادرة الرئيس السيسي “بداية جديدة”.
وأضاف الوزير أن وزارة الإسكان أطلقت أيضًا، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مبادرة المدن المرنة خلال مؤتمر المناخ الذي عُقد في شرم الشيخ. تتضمن هذه المبادرة خمسة محاور عمل رئيسية حيث يركز المحور الأول على “البناء الأخضر”. وقد شاركت الوزارة في مؤتمر المناخ الذي أقيم في العاصمة الأذرية باكو لإعادة تفعيل هذه المبادرة ووضع إطار تنفيذي لها بمشاركة ثلاث دول هي الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان والبرازيل.
واصل المهندس شريف الشربينى حديثه قائلاً: تُعتبر تكنولوجيا المباني الخضراء من بين الحلول الأكثر فعالية لتحقيق التنمية المستدامة. حيث توفر التقنيات الحديثة أدوات تساعد على تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل النفايات والتلوث مما يسهم في تطبيق مبادئ العمارة والبناء الأخضر.
وأشار وزير الإسكان إلى أن الدولة المصرية حققت نجاحاً ملحوظاً في إطار سياسة الإسكان القومية حيث تم تنفيذ أكثر من 1.5 مليون وحدة سكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل منذ عام 2014 وحتى الآن وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على الإسكان. وأضاف: لقد حان الوقت لتكثيف الجهود من أجل تعزيز المنظومة العقارية في مصر نحو البناء الأخضر من أجل تحقيق بيئة عمرانية مستدامة.
